Reality Check

فجأة وجدها أمامه، أنيقة، جميلة، وشهية.  تاهت عيناه في شامة لعوب تسكن أعلى النهد، سافر بها برهة من الوقت . التقت عيناهما: عيناه بهما شغف يصل الى حد العبادة.. عيناها تسكنهما شقاوة مراهقة ورزانة أمرأة وفتنه أنثى..  اخترقا خطوط الطول والعرض واقتربا. شعر بدفء انفاسها يغازل وجنتيه.. سمعت هي خفقات قلبه… مهلاً.. نظر حوله.. هذا المكان لا يعرفه.. غير معتاد عليه. سأل نفسه: أين انا؟ هل احلم؟  نظر الى ساعته، لا عقارب فيها.. قرص نفسه، لا شيء.. حاول الطيران فارتفع بضعة سنتمترات عن الأرض.. “انا احلم اذاً”.. ضَحِكت على ما شاهدته، فاختباراته لتمييز الواقع من الحلم جعلته يبدو غريب الأطوار. ابتسم، دنا منها هامساً: بما أننا نحلم، لم لا نذهب الى مكان آخر؟ سألته: الى أين؟ أجاب: سطح القمر..

على رمل قمري ناعم جلسا سوياً متاملين كوكباً ازرق غير مكتمل يلوح في الأفق. مالت برأسها على كتفه، داعب شعرها بلطف، تعانقا، الشفاه تلامست بجوع، غرقت في بحر لذة من  قُبل وعض.. اريق الكثير من العسل، انفاس سريعة متقطعة ادفئت المكان والقلوب..

قصّت عليه  كيف مارست شهرزاد الحب مع شهريار أول مرة.. وكيف كان اللمس.. وعن ماذا كان الهمس.. ماذا ارتدت.. وكيف ثيابها خلعت..اخبرته كيف ابتدأت واخبرها هو كيف انتهى.. افشت بسر بلقيس، وكيف تغيّر التاريخ بعدما رفعت بلقيس عن ساقيها وبان المرمر..عندها  انحنى هو، وقبّل مرمرها.

تناقشا حول نظرية الجاذبية، اختلفا ان كان مصدرها عيناها أو دفء صدره.. لم يجدِ نفعاً الجدل بينهما.. وبين العين والصدر.. التقت الشفاه تتشاطر القبل.

قرءا  شعراً و روايات.. علمته الأبجدية… علمّها رسم الرموز الهيروغليفية.. رسم بعض النقوش عليها اوشام، فراشة عند الخصر، وردة اعلى النهد، ورسم ٌ قبليّ اسفل الظهر..

استكشفا علم الفلك، اخبرها ان سرتّها ثقب اسود.. كلما اقترب منه،  تلاشى فيه وضاع بالزمان والمكان. علمته كيف تكون الرقة، وما أصل الأنوثه..اعلمته ان نهر العسل ينبع منها، وان تفاحها لا ينضب، وان دفئها لا ينتهي. تلت عليه دروساً بفن العناق، وكيفية الغنج وتقنيات الكسل. كانت له كل نساء العالم، نهر انوثه، بركان شبق، تبدأ عندها الأشياء ولا تنتهي.. فسر لها كيمياء العشق عند الالتقاء. علمها وعلمته، عبرت يداه على جسدها  تحصدان الرقة، تدللان النعومة تثيران الأنوثة.. سألها عن اسماء النهد باللغة العربية،  فأجابته:  سمّه ما شئت وابقِ يديك عليه!  طوقها بذراعيه عشقاً، ذابا ببعض وحلّقا، وصلا الى أعلى سماء منتشين،ولم يعودا حتى الآن..

* ملاحظة: ما يزال هذا الحلم مستمراً.. ولن ينتهي. تسكنين فيّ وفيه.

 

3 comments

  1. Emilie · December 19, 2010

    قرأت مرتين، المرة الاولى من اجل ان اتعرف عليك و كيف تلعب بك الاشواق، و المرة الثانية لاتعرف عليها… فشلت في الثانية، تجيد حبها كما تجيد اخفاءها عن الجميع. جميل

    Like

  2. Pascal Assaf · December 19, 2010

    Dream more and write more 🙂

    Like

  3. Pingback: Tweets that mention Reality Check « وقـفت هنا.. فكتبت -- Topsy.com

Leave a comment